أنت هنا

الأخبار

أربع طرق تؤثر بها أزمة الكوكب الثلاثية على الصحة النفسية

Photo: Pixabay/Shiva Reddy

 

بينما يواجه العالم أزمة الكوكب الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، والتلوث والنفايات، هناك قلق متزايد بشأن تأثير هذه الأزمات على الصحة النفسية.

وتظهر الدراسات الحديثة الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة وشركائه أن كل شيء بدءاً من تغير المناخ والضوضاء وتلوث الهواء وصولاً إلى التلوث الكيميائي يؤثر على صحة الناس النفسية.

 

 

وتقول كريستينا زوكا، المسؤولة عن تنسيق العمل في مجال التلوث والبيئة والصحة في برنامج الأمم المتحدة للبيئة.’’لا تعد البيئة الصحية عنصرًا رئيسيًا لصحة الإنسان ورفاهيته فحسب، ولكنها أيضًا أساسًا لنهج الصحة الواحدة نظرًا لأن صحة البشر والحيوانات والنباتات والبيئة والنظم البيئية الأوسع نطاقاً مرتبطة ارتباطًا وثيقًا وتعتمد على بعضها البعض‘‘، وهذا يستدعي اتخاذ إجراءات على مستوى الأفراد والسياسات لخلق بيئة صحية تعزز الصحة النفسية‘‘.

 

قبل الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية في 10 أكتوبر، نلقي نظرة عميقة على أربع قضايا رئيسية تؤثر على الصحة النفسية وكيف يمكننا التحول إلى الطبيعة والعمل المناخي لإيجاد حلول.

 

التلوث الضوضائي

 

تصوير: ويكيميديا

 

وجد تقرير آفاق عام 2022 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه مع نمو المدن، فإن التعرض لفترات طويلة لمستويات عالية من الضوضاء الناجمة عن الطرق والسكك الحديدية والمطارات والصناعة يضر بالصحة النفسية للأشخاص من خلال التسبب في اضطرابات في النوم.

 

وتشير التقديرات إلى أنه في أوروبا، يعاني 22 مليون شخص من إزعاج مزمن من الضوضاء، ويتأثر 6.5 مليون باضطراب النوم. كبار السن والحوامل والعاملين بنظام النوبات هم الأكثر عرضة للخطر.

 

وتسلط الدراسة الضوء على الطرق الطبيعية لتحسين الصحة النفسية وتخفيف الآثار الضارة للتلوث الضوضائي، مثل زراعة النباتات في البيئات الحضرية لامتصاص الطاقة الصوتية، وتقليل نشر الضوضاء وتقليل الضوضاء في الشوارع.

 

يمكن أن يكون لأحزمة الأشجار والشجيرات والجدران الخضراء والأسطح الخضراء تأثيرات بصرية إيجابية وتساعد على تضخيم الأصوات الطبيعية من خلال جذب الحياة البرية في المناطق الحضرية. وتجلب بعض الأصوات، خاصة تلك الصادرة عن الطبيعة، فوائد صحية لأنها يمكن أن تشير إلى بيئة آمنة تقلل من الشعور بالقلق.

 

تلوث الهواء

 

تصوير: Unsplash /Chris LeBoutillier

 

يتنفس تسعة وتسعون في المائة من سكان العالم هواءً يتجاوز إرشادات منظمة الصحة العالمية، حيث يموت ما يقدر بنحو سبعة ملايين شخص قبل الأوان بسبب تلوث الهواء.

 

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تعد نوعية الهواء من بين العديد من المحددات البيئية والاجتماعية والاقتصادية للصحة النفسية. وتظهر الأبحاث أيضاً أن المستويات العالية من الجسيمات الدقيقة القابلة للاستنشاق المعروفة باسم (PM 2.5) يمكن أن تعيق أيضًا التطور المعرفي لدى الأطفال. ويُظهر تقرير اليونيسف المعنون ’’خطر في الهواء‘‘ أن التعرض لمستويات عالية من تلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية وسلوكية في وقت لاحق من الطفولة، بما في ذلك اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والشعور بالقلق والاكتئاب.

 

وتقدم منصة عمل حملة ’’تنفس الحياة‘‘، وهي شراكة بين منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والتحالف المعني بالمناخ والهواء النقي، والبنك الدولي، العديد من الحلول المحلية التي يمكن للحكومات استخدامها للتغلب على تلوث الهواء وإنشاء مدن أكثر صحة ومواطنين أكثر صحة.

 

وتركز هذه الحلول على التنقل بالطاقة الكهربائية والمشي وركوب الدراجات وغيرها من الخيارات منخفضة الكربون للبلدان والمدن للحد من تلوث الهواء وتخفيف آثار تغير المناخ وإنشاء مساحات خضراء. كما تسلط الحملة الضوء على أهمية معالجة تلوث الهواء الناجم عن قطاعات الصناعة والنقل وإدارة النفايات والأسر المعيشية والزراعة وتحسين إدارة نوعية الهواء من خلال اعتماد معايير نوعية الهواء الجيدة والوفاء بها. وبينما يتم إحراز تقدم في هذا الشأن، تظهر أبحاث برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به. واعترافًا بأهمية معالجة تلوث الهواء، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 7 سبتمبر، اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء، كفرصة للاحتفال بالتقدم وتوليد الزخم للعمل العالمي.

 

التلوث بالمواد الكيميائية

 

تصوير:  Unsplash/ Arjun MJ

 

تعد المواد الكيميائية في البيئة بمثابة قضية صحية عالمية. في حين أن المواد الكيميائية والنفايات من المساهمين الرئيسيين في اقتصادات العالم، فإن إدارتها السليمة ضرورية لتجنب المخاطر على صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية وتجنب تكبد التكاليف الباهظة للاقتصادات الوطنية.

 

وتظهر الأبحاث أن حوالي واحد من كل ثلاثة أطفال لديه مستويات من مادة الرصاص في دمه عند مستويات قد ترتبط بانخفاض الذكاء والصعوبات السلوكية ومشاكل في التعلم.

 

ويعمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة بشكل وثيق مع شركائه لتطوير حلول رئيسية للإدارة السليمة للمواد الكيميائية والنفايات. ففي الشهر الماضي، اتفقت الدول الأعضاء وممثلو الصناعة والأوساط الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية ومجموعات الشباب على رؤية للنهج الاستراتيجي والإدارة السليمة للمواد الكيميائية والنفايات لما بعد عام 2020 للمساعدة في حماية صحة الإنسان والكواكب.

 

تغير المناخ

 

تصوير: Pixabay / Cocoparisienne

 

أشار فريق حكومي دولي معني بتغير المناخ مؤخرًا إلى الارتفاع المتوقع في تأثيرات الصحة النفسية بسبب التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة والظواهر الجوية الشديدة والخسائر الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالمناخ، فضلاً عن القلق والضيق المرتبط بالمخاوف بشأن أزمة المناخ.

 

وقد أكدت منظمة الصحة العالمية هذا الاتجاه، مشيرة إلى أن تغير المناخ له تأثيرات أقوى وأطول أمداً على الصحة النفسية للأشخاص. وقد أظهر تقرير حديث أنه تم الإبلاغ عن حالات الاكتئاب والقلق والتوتر بعد أحداث الطقس الشديدة.

 

ويدعو التقرير إلى تسريع استجابة الحكومات لأزمة المناخ، بما في ذلك الجهود المبذولة لمعالجة آثارها على الصحة النفسية والرفاه النفسي والاجتماعي.

 

يأتي برنامج الأمم المتحدة للبيئة في الطليعة فيما يتعلق بدعم هدف اتفاق باريس المتمثل في حصر ارتفاع درجات الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين، ويهدف - ليكون آمنًا - عند 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية. ومن أجل القيام بذلك، وضع برنامج الأمم المتحدة للبيئة خارطة طريق للحل المكون من ستة قطاعات لخفض الانبعاثات عبر القطاعات بما يتماشى مع التزامات اتفاق باريس وسعيًا لتحقيق استقرار المناخ. وتتمثل القطاعات الستة فيما يلي: الطاقة؛ والصناعة؛ الزراعة والغذاء؛ والغابات واستخدام الأراضي؛ والنقل؛ والمباني والمدن. وفيما يتعلق بالدورة ال 27 لمؤتمر الأطراف، سيكون التركيز على التكيف والتمويل والانتقال العادل - ويمكنكم القيام بدوركم من خلال العمل الآن وفقًا لاستهلاككم و/ أو التحدث للتعبير عن مخاوفكم.

 

URL:

https://www.unep.org/ar/alakhbar-walqss/alqst/arb-trq-twthr-bha-azmt-alkwkb-althlathyt-ly-alsht-alnfsyt