وقد عمّ الغضب بعد نشر لقطات فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أسبوع، تُظهر ضابطا أبيض في مدينة مينيابوليس راكعا على عنق أميركي من أصول أفريقية، جورج فلويد البالغ من العمر 46 عاما، لأكثر من ثماني دقائق، ففارق الحياة في تلك اللحظة بين يدي الشرطة.
وقد خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في احتجاجات سلمية بشكل رئيسي، إلا أن العنف تخلل المظاهرات، كما شهدت بعض المدن أعمال نهب واسعة النطاق، وأساليب عنيفة اتبعتها الشرطة في العديد من المدن الأميركية ضد المتظاهرين.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي، قال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، ردّا على أسئلة الصحفيين، إن الوضع شبيه بما حدث في أجزاء مختلفة من العالم من قبل، وأضاف: "إن رسالة الأمين العام كانت ثابتة: يجب الاستماع إلى المظالم ولكن يجب التعبير عنها بطرق سلمية. وعلى السلطات أن تضبط النفس في الردّ على المتظاهرين".
وأشار دوجاريك إلى أن تنوع أطياف المجتمع هو ثراء وليس تهديدا، ولكن نجاح المجتمعات المتنوعة في أي بلد يتطلب استثمارا ضخما في التماسك الاجتماعي، مشيرا إلى أهمية الحد من أوجه عدم المساواة ومعالجة حالات التمييز المحتملة وتعزيز الحماية الاجتماعية وتوفير الفرص للجميع.
وقال: "هذه الجهود وهذه الاستثمارات تحتاج إلى تعبئة الحكومات الوطنية، والسلطات المحلية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدينية، تحتاج إلى المجتمع ككل."
وفي الحالات التي تخللها عنف من قبل الشرطة، شدد دوجاريك على موقف الأمم المتحدة الداعي إلى إجراء تحقيقات شاملة.
وأضاف المتحدث باسم الأمين العام قائلا: "لقد قلنا دائما إن قوات الشرطة في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى تدريب كاف في مجال حقوق الإنسان، وهناك أيضا حاجة إلى الاستثمار في الدعم الاجتماعي والنفسي لعناصر الشرطة حتى يتمكنوا من القيام بعملهم بالشكل الصحيح من حيث حماية المجتمع".
استمرار العنف
وقد هزّ مقتل السيد فلويد مينيابوليس ومدنا أخرى في جميع أنحاء البلد، حيث تحولت المظاهرات النهارية ذات الطابع السلمي في معظمها إلى أعمال عنف مع حلول الليل، وتجاهل متظاهرون فرض حظر التجول في العديد من الحالات.
"قلنا دائما إن قوات الشرطة في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى تدريب كاف في مجال حقوق الإنسان" -- ستيفان دوجاريك
وطوال عطلة نهاية الأسبوع، أفادت التقارير بوقوع حوادث إطلاق نار ونهب وتخريب في مجموعة من المدن الأميركية بما في ذلك نيويورك وشيكاغو وفيلادلفيا ولوس آنجلوس.
وفي الوقت نفسه، أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي في محاولة لتفريق الحشود ووفقا لتقارير إخبارية، تم اعتقال ما لا يقل عن 4،400 آلاف شخص.
ووفقا لبعض الروايات، تشهد البلاد اضطرابات عرقية وتوترا مدنيا هو الأوسع انتشارا منذ اغتيال رمز الحقوق المدنية الدكتور مارتن لوثر كينغ في عام 1968.
كوفيد-19 والاحتجاجات
على الرغم من أن الشوارع قبل أيام كانت شبه خالية بسبب جائحة كوفيد-19 لأسابيع طويلة في جميع أنحاء البلاد، إلا أن المسيرات في العديد من المدن شهدت تجاهل المتظاهرين للتباعد الجسدي وشوهد المشاركون في المظاهرات يسيرون جنبا إلى جنب على الرغم من خطر انتقال العدوى.
وخلال مؤتمر منظمة الصحة العالمية الذي عقد في جنيف الاثنين، قالت ماريا فان كيرخوف، خبيرة الجوائح والأمراض المعدية في المنظمة، إن التباعد البدني جانب مهم جدا للسيطرة على العدوى وقمع الانتقال.
وقالت: "هذا لم ينته بعد، ونحن بحاجة إلى ضمان أن تكون لدى الأماكن التي تتوقع حدوث هذه التجمهرات الجماعية أنظمة مهيّأة لمنع أي من هذه الحالات وكشفها والاستجابة لها".