قدّمت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، والمديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، هنريتا فور، توصيات بشأن التدابير الواجب توخّيها لضمان أمان المدارس رغم استمرار جائحة كوفيد-19، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك نُظّم أمس الثلاثاء عبر الإنترنت.
والجدير بالذكر أنّ الهدف من تنظيم هذا المؤتمر الصحفي يتمثل في ترويج التوصيات المشتركة التي استكملتها المنظمات الثلاث بشأن إدارة المؤسسات التعليمية التي تستقبل الأطفال حتى سن 18 عاماً، والتي صدرت تحت عنوان "الاعتبارات الخاصة بتدابير الصحة العامة المتعلقة بالمدارس في سياق كوفيد-19". وقد أُعدّت هذه التوصيات بناءً على إسهامات فريق الخبراء الاستشاري التقني المعني بالمؤسسات التعليمية وكوفيد-19، الذي أنشأته منظمات الأمم المتحدة الثلاث في شهر حزيران/يونيو من العام الجاري.
وتؤكد التوجيهات أنّ المدارس تكتسي أهمية خاصة على صعيد التنمية الاجتماعية والفكرية للأطفال، فضلاً عن صحتهم البدنية والعقلية، ورفاه المجتمعات. وتمدّنا التوصيات بأحدث الأدلة العلمية المتاحة بشأن انتقال وتفشي كوفيد-19 وتأخذ في الاعتبار مسألة الإنصاف والمساواة، ناهيك عن الآثار المترتبة على الموارد وجدوى هذه التوجيهات. ومن هنا، تستعرض التوجيهات تدابير ملموسة يمكن الاضطلاع بها لجعل المدارس بيئة آمنة. وفي ذات السياق، توصي التوجيهات بتوخي نهج قائم على المخاطر مع مراعاة مستوى تفشي الجائحة وشدة انتشارها قبل الخلوص إلى إغلاق المنشآت التعليمية، الذي يجب اعتباره آخر ملاذ يمكن اللجوء إليه.
وقالت المديرة العامة لليونسكو بهذه المناسبة: "تسهم القرارات التي نتخذها اليوم في صقل عالم الغد"، وأعربت عن القلق الذي يساورها إزاء عواقب ترك نصف عدد أطفال العالم في سن الدراسة خارج القاعات الدراسية بسبب الجائحة، كما هو الحال اليوم. ومن هنا، حذّرت السيدة أزولاي من أنه "يزداد ضرر العقبات التي تنتظرنا كلما طالت فترة إغلاق المدارس، لا سيما بالنسبة للأطفال المنحدرين من أوساط محرومة." وأضافت المديرة العامة قائلة إنّ 11 مليون فتاة قد لا يعدن إلى المدرسة إطلاقاً بسبب انقطاعهن عن التعليم بسبب الجائحة.
وقالت المديرة العامة لليونسكو أيضاً: "نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في الطريقة المتبعة في التدريس خلال الجائحة للتأكد من عدم ترك أحد خلف الركب"، وأكّدت أنّ الأزمة المستمرة حملت لنا أيضاً فرصة لإعادة التفكير في مستقبل التعليم، الأمر الذي يجسّد تجسيداً شاملاً رؤية مبادرة مستقبل التربية والتعليم التي استهلتها اليونسكو في عام 2019.