هدف هذه الدراسة إلى الاهتمام بقضية الهوية العربية في المنهجية الجديدة اللبنانية من خلال توحيد مادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية. وقد تم الكشف عن كيفية تقديم هذه المادة مفهوم الهوية العربية وكيفية بلورة مفهوم الانتماء العربي بالإضافة إلى التطرق للمجالات التي من خلالها يتم توصيل هذه المفاهيم والموضوعات التي تبرز فيها فكرة الانتماء والهوية. مع الكشف عما هو موجود في هذه المادة وقابليته للحياة والاستمرار في ضوء التغيرات التي حصلت في لبنان بعد وثيقة الوفاق الوطني (الطائف 1989)، وقدرتها على الصمود في وجه المؤثرات الأخرى في تربية النشء، مثل الأسرة والإعلام والبيئة والصحة وغيرها. وقد تبين من خلال التحليل أنه على الرغم مما حملته المنهجية التربوية الجديدة من التفاف حول حقيقة هوية لبنان العربية، وأنها قدمتها بشكلها الظاهري والنفعي والعاطفي أحيانا بما ينسجم مع التغيرات السياسية التي حلّت بلبنان بعد اتفاق الطائف، تبقى هذه المتغيرات في المنهاج الجديد متطورة جدا، مقابل التجاهل الكلي وحتى محاربة هذه الهوية في المنهاج القديم.