ليس غريبا" ان ظاهرة العدوان واستعمال العنف في المجتمعات البشرية قديمة قدم الانسان ذاته ، قدم الخير والشر ، ولكن الغريب ان يتحول العنف في المجتمعات البشرية الى واقعة مستديمة تتحكم بأفاق المستقبل وتؤثر في خياراته – الامر الذي يتطلب البحث عن جذور تلك الظاهرة وتقصي عوامل تكوينها في المجتمعات المتأزمة سياسيا" والمخترقة حضاريا" ، ولا يتحدد هذا البحث في اطار الاوضاع القائمة والظروف الراهنة التي توحي بأنها المسؤولة عن اندلاع تلك النزاعات وانقلاب زمامها وتفاقم ميولها ، بل يتطلب التنقيب عن بواعثها الاجتماعية والولوج لأعماقها القصية والكشف عن ملابساتها السياسية .