تتناولت هذه الورقة مضامين الكتب المدرسية نظرا لما تثيره من نقاش لقوة تأثيرها ولأهمية الأدوار التي تسند إليها في تشكيل قيم وآراء المتعلمين. وقد أنجزت هذه الدراسة في إطار برنامج مشترك بين رابطة التربية على حقوق الإنسان واللجنة المركزية لحقوق الإنسان والمواطنة بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وبمشاركة جمعيات مدنية في مجال حقوق الإنسان ومناهضة العنف ضد المرأة، لقراءة خمسين كتابا من الكتب المدرسية الجديدة بالمغرب وتقويمها في ضوء مبادئ حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين. وقد انطلق الفريق من إشكالية محددة هي: هل تغيرت فعلا وضعية الكتاب المدرسي من الكتاب الواحد، الذي لا يهتم سوى بالمضامين، إلى تعدد الكتب، وفق هندسة بيداغوجية حديثة متمركزة حول حاجات المتعلمين ومراعاة مستوياتهم الفكرية واللغوية وسيرورات تعلمهم، بهدف تنمية ردود أفعال ديمقراطية نابعة من قيم المواطنة وحقوق الإنسان؟ وقد تمحورت نتائج الدراسة حول ثلاثة مستويات: صورة المرأة في الكتاب المدرسي، المساواة بين الجنسين في مجموعة من الحقوق الأساسية، مبادئ حقوق الإنسان التي ينشرها الكتاب المدرسي.