الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية، أي أنها لا ترتبط بمنطقة أو ثقافة أو مجتمع أو جماعات دينية أو عرقية معينة، بل ترتبط بعوامل اجتماعية وثقافية وسياسية وتقنية أفرزتها التطورات السريعة والمتلاحقة في العصر الحديث. فقد شهدت السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين تصاعدا ملحوظاً في العمليات الإرهابية في قطرنا (العراق). ...كل تلك التفجيرات تعكس فكرا متطرفاً لدى مجموعة من الشباب الذين يحملون فتاوى مستوردة من رموز فكرية خارجة عن تعاليم الدين الإسلامي التي تدعو إلى التسامح وقبول الآخر. إنما أصبح الأمن قضية يجب أن نشارك فيها جميعا، فالهاجس الأمني لم يعد مسؤولية رجال الأمن وحدهم... وتمثل المدرسة الوسط االاجتماعي الثاني بعد الأسرة التي يتشرب فيها الناشئة القيم الاجتماعية والثقافية في المجتمع. إذا ما فشلت المدرسة في تشريب الناشئة تلك القيم فإن المجتمع يفقد خط الدفاع الثاني ضد الجريمة. لذا فإن استعراض الدور الأمني للمؤسسات التعليمية في مقاومة الإرهاب والعنف والتطرف أصبح أمرأً ضروريا في الوقت الحاضر... والبحث الحالي هو محاولة استعراض دور المدرسة في مقاومة الإرهاب والعنف والتطرف بأشكاله الحديثة التي أصبحت تهدد كل أفراد المجتمع على اختلاف أماكنهم ومسؤولياتهم. ويمكن توضيح ذلك من خلال الإجابة عن السؤالين التاليين- ما مفهوم العنف والإرهاب والتطرف؟ - ما دور المدرسة الوقائي في مواجهة ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف؟