يشهد المجتمع الجزائري خلال السنوات الأخيرة بروز ظواهر اجتماعية غريبة عن ثقافته وعاداته ودخيلة عن سلوكيات أفراده، أرقت مضجعه وشوهت مظهره وزرعت الشك والحيرة في نفوس أبنائه، ولعل أهمها ظاهرة اختطاف الأطفال الصغار، هذه الجريمة التي مافتئت تشهد تناميا غريبا مهددة حياة الطفولة والأسرة والمجتمع عامة ومخلفة لها انعكاسات وآثار سلبية جدا على الفرد والمجتمع ككل، وهو الأمر الذي جعل مؤسسات المجتمع تستنفر جهودها من أجل مواجهة هذه الظاهرة الهجينة والتصدي لها ومحاولة الوصول إلى آليات من شأنها تقديم حلول ناجعة لها. غير أن الوصول إلى آليات مناسبة يمكنها التصدي لظاهرة اختطاف الأطفال وتقديم حلول ناجعة لها لا يمكن أن يمر إلا عبر معرفة الأسباب والعوامل الحقيقية الكامنة وراء تفشي هذه الظاهرة داخل المجتمع الجزائري والعمل على تشخيصها تشخيصا يسمح بإيجاد هذه الآليات، لأن تقديم الدواء المناسب يتوقف دائما على التشخيص السليم والناجع. وإيمانا منا بأن الواقع هو وحده الكفيل بتقديم الصورة الحقيقية للظاهرة، فقد حاولنا العمل على تقصي أشكال وعوامل تفشي ظاهرة اختطاف الأطفال من خلال تحليل عينة من حالات الاختطاف التي وقعت داخل المجتمع الجزائري والوقوف على الأسباب التي أدت إلى حدوثها. الكلمات المفتاح : الأطفال ؛ جريمة؛ اختطاف الأطفال؛ المجتمع الجزائري.