تروج اليونسكو التعليم من أجل التنمية المستدامة منذ عام .١٩٩٢ وتولت اليونسكو قيادة عقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة بين عامي ٢٠٠٥ و٠١٤٢ وتقود حاليا الجهود الرامية إلى متابعة هذا العقد من خلال برنامج العمل العالمي للتعليم من أجل التنمية المستدامة. وثمة زخم لم يسبق له مثيل في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة. إن معالجة القضايا العالمية، كتغير المناخ مثلا، تتطلب تغيير أنماط عيشنا على نحو عاجل وإحداث تغيير جذري في طريقة تفكيرنا وتصرفنا. ولإحداث هذا التغيير، لا بد من توافر مهارات وقيم ومواقف جديدة تفضي إلى مجتمعات تنعم بقدر أكبر من الاستدامة. ويتعين على نظم التعليم تلبية هذه المتطلبات الملحة من خلال تحديد أهداف تعلم ومضامين تعليمية مجدية. وتطبيق أساليب تربوية هدفها تمكين الدارسين، وحث المؤسسات التعليمية على إدراج مبادئ الاستدامة في هياكلها الإدارية. وتتجلى هذه الرؤية التي تبرز أهمية اعتماد الحلول التعليمية المناسبة في جدول الأعمال الجديد للتنمية المستدامة لعام ٢٠٢٠ الذي يخصص للتعليم هدفا صريحا ومنفصلا يتمثل في الهدف ٤ من أهداف التنمية المستدامة، كما يتضمن العديد من الغايات والمؤشرات المتصلة بالتعليم التي تندرج في إطار أهداف التنمية المستدامة الأخرى. ويمثل التعليم هدفا في حد ذاته ووسيلة لبلوغ سائر أهداف التنمية المستدامة الأخرى. ولا يشكل التعليم جزءا لا يتجزأ من عملية التنمية المستدامة فحسب، بل هو أيضا عامل رئيسي يساعد على تحقيق التنمية المستدامة. وعليه، يمثل التعليم استراتيجية بالغة الأهمية لتحقيق سائر أهداف التنمية المستدامة. ويرمي هذا المنشور إلى توفير دليل يسترشد به المهنيون العاملون في حقل التعليم بشأن الاستعانة بالتعليم من أجل التنمية المستدامة لبلوغ مستويات التعلم الضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، أي أنه يسعى للإسهام في بلوغ هذه الأهداف. ويحدد هذا الدليل عددا من أهداف التعلم الإرشادية ويقترح عددا من الموضوعات وأنشطة التعلم الخاصة بكل واحد من أهداف التنمية المستدامة، كما يعرض طائفة من أساليب التنفيذ على شتى المستويات، بدءأ بتصميم المساقات الدراسية ووصولا إلى رسم الاستراتيجيات الوطنية. ولا يسعى هذا الدليل لأن يكون ملزما بأي شكل كان، وإنما يرمي إلى توفير التوجيهات والاقتراحات التي يمكن للمربين الانتقاء منها وتكييفها لتلائم سياقات التعلم الفعلية السائدة لديهم.