دث الدكتور مراد القادري -رئيس بيت الشعر وجائزة الأركانة في المغرب- عن مجمل الحركة الثقافية في المغرب التي تنهل من معين متنوع ومتفاعل جَسور في الطرح، وتتميز بتنوعها وقال: إن فنون الشارع من أبرز ما يسجّل اليوم في المغرب سواء كانوا أفرادًا أو هيئات ينظمون أمسيات ثقافية متنوعة فهذه تربط المغاربي بواقعه وتجسد التقارب بين الناس، مستعرضًا العديد من المبادرات الثقافية التي تنفتح على الإنسان في حياته اليومية، جاء ذلك في محاضرة نظّمها مركز حمد الجاسر الثقافي عن الحراك الثقافي في المغرب تحدّث فيها القادري، وأدارها الأستاذ الدكتور محمد الهدلق.
واستعرض القادري في محاضرته المكونات الثقافية في المغرب وأبرزها المكوّن الثقافيّ العربيّ الذي تصدّر المشهد، ويليه المكون الأمازيغي وهو الشعب الأول الذي وُجد في المنطقة، وعندما وصل الإسلام أسلموا وحسن إسلامهم والمكون الأندلسي نظرًا لقرب المغرب من الأندلس، وتعزز وجودهم عندما انتقلت الوفود الأندلسية إلى المغرب بعد سقوط غرناطة، والمكون الأفريقي، وأخيرًا المكون الثقافي المتوسط نظرًا لوجود المغرب مطلة على البحر المتوسط، انصهرت في بوتقة واحدة وأعطت ما يسمى بالثقافة المغربية.
وركّز المحاضر في محاضرته على الحركة الثقافيّة التي بدأت من عام 1998م و1420هـ واعتبرها لحظة مفصلية ومهمة ودالة بارزة للحركة السياسية والاجتماعية والثقافية في المغرب أسهمت في إثراء الحركة الثقافية.
وأضاف أن العشر السنوات التي تولى فيها محمد الأشعري حقيبة وزارة الثقافة ظهرت فيها ملامح ثقافية متميزة؛ وقال إن اختيار 1420هـ/1998م للحديث عن الحركة الثقافية لا يعني أنه لم يكن هناك حراك ثقافي في المغرب قبل هذا العام، ولكنها شهدت تحولًا في الحراك الثقافي المغربي.
وأضاف: إن هذه المرحلة شهدت وضع خطة ثقافية تقاطعت مع الإعلام والتربية والتعليم وغيرها من المجالات جعلها ذات طبيعة أفقية وفق رؤية واضحة، وظهرت في هذه الفترة تشريعات قانونية تحمي وتؤطر الحركة الثقافية، كما ظهرت الدبلوماسية الثقافية، وما حظيت به من إمكانات جديدة بعد التفاعل مع الثقافة في الخارج.
وذكر أن انتكاسةً حصلت للثقافة رغم هذه الديناميكية أرجأها إلى غياب السياسة الثقافية مشددًا على ضرورة وضوح الرؤية والسياسات العامة، فكل القطاعات لا يمكنها أن تتطور إذا لم توضع لها البرامج والإستراتيجيات الوطنية، وأن تتحدد مسؤوليات كل طرف من القطاعات الحكومية والخاصة، ومع دستور 2011 نص في مادته الخامسة على إحداث مجلس ثقافي.
ونوّه المحاضر إلى أن اتحاد الكتّاب تأسس عام 1960م وكان له أثر كبير في العملية الثقافية، وشكّل نقطة مضيئة في فضاء الثقافة المغربية والمنطقة العربية، وشهدت السبعينات والثمانينات حراكًا ثقافيًا أيضًا حيث تأسست مجموعات موسيقية شبابية مغربية غنّت للوجع وفلسطين وللأوضاع الاجتماعية مستعرضًا مجموعة منها. ووقف عند مجموعة جيل جيلانه التي شاركت عام 1979م في المملكة وجاءت إلى الرياض برفقة فنانيين مغاربة مشيدًا بالتجاوب والتفاعل السعودي معها.
URL: