أنت هنا

الأخبار

#كافحوا_العنصرية: اليونسكو تدعو إلى اتخاذ إجراءات حازمة لمكافحة العنصرية والتمييز

"إن مكافحة العنصرية جزءٌ لا يتجزأ من الميثاق التأسيسي لليونسكو وتاريخها. فإننا نعمل على بناء حصون فعالة ضد العنصرية في عقول البشر."

  -- أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو.

 

ألقت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، هذه الكلمات في افتتاح المنتدى العالمي الأول لمناهضة العنصرية والتمييز، الذي نظّمته اليونسكو بالشراكة مع جمهورية كوريا، وحشدت خلاله جهوداً عالمية حاسمة لتكثيف إجراءات المنظمة الرامية إلى مناهضة العنصرية والتمييز الآخذان في الاستفحال على نحو مقلق في ببلدان العالم قاطبة. وأُقيم المنتدى بتاريخ 22 آذار/مارس في سياق اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، وكان بمثابة استجابة مباشرة لـ "النداء العالمي لمناهضة العنصرية" الذي اعتمدته الدول الأعضاء لدى اليونسكو.

 

© UNESCO

 

وشارك في هذا المنتدى وزراء من عدة دول، من بينها فرنسا والمكسيك وجمهورية كوريا وسلوفاكيا وجنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة، وذلك إلى جانب عدد من الخبراء والتقنيين والروّاد. وأرسى هذا المنتدى الأساس لرؤى ملموسة والتزامات راسخة سوف تبني اليونسكو من خلالها خارطة طريق طموحة لمناهضة العنصرية والتمييز.

 

وترمي خطة العمل إلى:
• حشد خبرة اليونسكو الشاملة، والمبنية على البحث العلمي والإنساني والاجتماعي القائم على الأدلة،
•معالجة الأسس القانونية التي لا تزال تحفز على التمييز
•تغيير العقليات لصالح الاندماج والاحترام المتبادل.

 

وسوف تمكن خارطة الطريق اليونسكو من مكافحة العنصرية والتمييز في فترة ما بعد كوفيد-19، وذلك استناداً إلى أكثر من 70 عاماً من العمل الريادي للمنظمة في هذا المجال على الصعيدين المعنوي والفكري، فضلاً عن توطيد قدرتها على إيجاد حلول مشتركة بين القطاعات من خلال عملها على تعليم المواطنة العالمية، وترويج التعدد الثقافي، ومكافحة خطاب الكراهية، والتصدي للمعلومات الخاطئة والمضللة، وتعبئة العلوم الاجتماعية والإنسانية لسبر أغوار هذه المشكلة.

 

"علينا النظر إلى ما تخفيه هذه الهجمات العنصرية الفردية لنتمكن من مكافحة العنصرية على المستوى المؤسسي. فإننا بحاجة إلى وضع قوانين عادلة."

   -- دينيس إيفون أكي سوير، عمدة مدينة فريتاون، في سيراليون

 

 

أكدت المناقشات في المنتدى أنه في حين أن التمييز لا يزال سائداً ومنتشراً في المجتمعات المعاصرة، يمكن للمؤسسات الوطنية المستقلة المساعدة في توفير حماية قانونية وتنظيمية للتصدي للتمييز. كما وسُلط الضوء المنتدى على أهمية النهوج العملية لمساندة هذه الجهود، على غرار عملية المسح التي ستقوم بها اليونسكو قريباً ومجموعة أدوات مكافحة التمييز المتكاملة.

 

"تمثل العنصرية والتمييز تحدياً واضحاً يتطلب استجابة فورية. ولذلك، فإن التعاون الدولي والدعم الذي تمنحه المؤسسات المتعددة الأطراف، بما في ذلك اليونسكو، ضروريان أكثر من أي وقت مضى."

   -- تشوي جونغ مون، معالي نائب وزير الخارجية، جمهورية كوريا.

 

"نحتاج إلى تطوير آلية رسمية وإلى سن تشريعات لحظر التمييز وتحقيق المساواة."

   -- يونغ أيه تشوي، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في جمهورية كوريا.

 

وتطرق المشاركون في المنتدى إلى تقلبات العنصرية، وحاجة صانعي السياسات إلى فهم أشكال التمييز الجديدة التي تتطلب أساليب خلاقة لمعالجتها. فقد كشفت جائحة "كوفيد-19" العديد من أشكال جديدة للعنصرية، وبالأخص تلك المتعلقة بأوجه عدم المساواة في الحصول على التكنولوجيات الرقمية والانتفاع بها. كما دعا المحاضرون إلى ضرورة إرساء أسس أخلاقية صلبة بهدف تأمين تقدم تكنولوجي يدمج جميع الفئات وخال من التفرقة بينها، ورحبوا بالتالي بالعمل الذي تقوم به اليونسكو لإعداد توصية جديدة بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

 

"يعود الأمر إلى الآداب واحترام الانسان. علينا أن نعامل الناس بنفس الطريقة التي نحب أن يُعاملونا بها. إذا بدأنا بهذه الفكرة سنكون قد وصلنا إلى منتصف الطريق المؤدي إلى الفوز بالمعركة."

   -- مارتن لوثر كينغ الثالث

 

كما سلط المشاركون الضوء على أهمية إنشاء شراكات وتحالفات عبر مختلف القطاعات والمستويات الحكومية، واعترفوا بالطبيعة الحساسة لذلك التعاون وتأثيره في التصدي إلى آثار العنصرية التي تشمل أشكالاً أخرى من التمييز، بالأخص التمييز القائم على أساس نوع الجنس.

 

بالإضافة إلى ذلك، شدد المنتدى على أهمية دعم صانعي القرارات المحليين باعتبارهم متمركزين في الخطوط الأمامية من الجهود الرامية إلى التصدي للعنصرية والتمييز. وسلط المشاركون الضوء على الدور الأساسي الذي تؤديه شبكات اليونسكو على غرار التحالف الدولي للمدن المستدامة الشاملة للجميع. وركز مارتن لوثر كينغ الثالث على أهمية التعاون القوي في مداخلته، معلناً "علينا إقامة شراكة، إذ يمكننا إذا ما اتحدنا أن نضع خططاً استراتيجية وأن نحدث التغيير".

 

"إن العنصرية لا تؤذي المتضررين مباشرة وحسب، بل تهدّد الثقة والتماسك الذي يربط مجتمعاتنا."

   -- غابرييلا راموس، المدير ة العامة المساعدة للعلوم الاجتماعية والإنسانية، اليونسكو

 

أكدت غابرييلا راموس في كلمتها الختامية أنّ المنتدى زوّد اليونسكو بالأدوات والأفكار القوية التي تحتاجها المنظمة من أجل تنفيذ خارطة الطريق الجديدة. والتزمت بمتابعة عملية الشراكة الشاملة لضمان أن تمثل خارطة الطريق نظرة طموحة متعددة اقطاعات واستراتيجية عملية، وبهذا، قامت غابريلا راموس بترديد كلمات مساعدة المديرة العامة لليونسكو لقطاع التعليم، اليونسكو ستيفانيا جيانيني، ومساعد المديرة العامة لشؤون أفريقيا، فيرمين ماتوكو.

 

وقد استهلت جمهورية كوريا، على هامش المنتدى، حملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي باستخدام وسمَي #FulfillTheDream و #كافحوا_العنصرية. وجمعت اليونسكو عدداً كبيراً من سفراء مجموعة أصدقاء للتضامن والشمولية وتعليم المواطنة العالمية لتأكيد التزامهم في هذا الموضوع المهم.

 

وتعتزم اليونسكو جعل المنتدى العالمي لمناهضة العنصرية والتمييز حدثاً سنوياً، مما يُتيح للمنظمة وشركائها الفرصة لتقييم التقدم المحرز من عام إلى آخر.

 

 

URL:

https://ar.unesco.org/news/kfhw-lnsry-lywnskw-tdw-tkhdh-jrt-hzm-lmkfh-lnsry-wltmyyz