على مدار أربعة أيام، من الثامن وحتى الحادي عشر من أيار/مايو الجاري، استعرض مؤتمر نظمته وزارة التعليم السعودية، أوضاع العملية التعليمية، وتحدياتها في ظل الظروف غير المواتية، تحت عنوان: «التعليم في مواجهة الأزمات: الفرص والتحديات».
وشارك في المؤتمر، وزراء وخبراء في مجال التعليم، وأكثر من 262 جهة عالمية ومحلية، بالإضافة إلى جهات تعليمية من 23 دولة حول العالم.
«المؤتمر والمعرض الدولي للتعليم»، كما أطلقت عليه الوزارة، استهدف، بشكل أساسي، مناقشة آليات مواجهة تحديات جائحة كورونا الحالية، والأوبئة التي قد تنتشر في المستقبل، وكيفية التعامل مع هذه الأوبئة لضمان استدامة العملية التعليمية.
وكان ضمن محاور النقاش أيضًا، متطلبات تطوير البنية التحتية للتعليم عن بُعد، سواء عبر الإنترنت أو من خلال القنوات التعليمية، بالإضافة إلى التنسيق وتفعيل التعاون بين الجهات المعنية التي تشمل وزارات التعليم، وشركات البرمجيات التعليمية، وشركات التقنية الحاسوبية، وشركات الاتصالات. كما اتسعت طاولة البحث لمناقشة محور آخر يتعلق بسبل تطوير القدرات التعليمية عن بُعد لدى الطاقم التعليمي، والتكيّف مع الظروف المستجدة والأزمات.
وعلى مدار ثلاثة أيام من الفعاليات، شملت إحدى عشرة جلسة رئيسية، ناقش المشاركون السياسات التعليمية في ظل التحديات، والتحوّل الرقمي والابتكار في التعليم، والتعليم الإلكتروني في السعودية من منظور الرؤية الدولية، وتطوير المناهج التعليمية باستعراض التجارب الدولية الناجحة، إلى جانب الاتجاهات الحديثة في التعليم والتعلّم، وتبادل الخبرات العالمية في التعليم. واستعرضت الجلسات كذلك، أفضل الممارسات في جودة مخرجات التعليم بمواءمتها مع أهداف التنمية المستدامة، والتمويل والاستثمار في التعليم.
كما تضمن المؤتمر (137) ورشة عمل، وشهد إبرام (89) اتفاقية ومذكرة تعاون بين جامعات، ووزارات، ومعاهد، ومؤسسات، وشركات محلية ودولية تخدم قطاع التعليم.
وفي ختام الفعاليات، انتهى المؤتمر إلى حزمة توصيات، منها: أهمية تركيز توجهات أنظمة التعليم نحو تنمية المهارات الحياتية لدى المتعلمين في مراحل التعليم المختلفة، والتأكيد على أهمية تنمية أنماط التفكير المختلفة (الناقد – الإبداعي – الإيجابي – المستقبلي لدى الطلاب والطالبات) من خلال استحداث برامج وطرق تدريس إبداعية تعزز ذلك.
وأكدت توصيات المؤتمر على الأهمية الاستراتيجية لتطوير سياسات تعليمية مستقبلية (تعليم عام، وفني، وجامعي) تسعى لتحقيق التنمية المستدامة، وأهمية استمرار العناية بأهداف ومؤشرات التنمية المستدامة لعام 2030 كموجهات لمستقبل التعليم ودوره في التنمية المستدامة، والتوجه العالمي نحو التحول للتعليم المدمج كخيار ونمط للتعليم مستقبلًا، لبناء متعلم يمتلك المهارات والمعارف الشخصية الأكاديمية.
وأوصى المشاركون ببناء برامج وسياسات التطوير على أدلة، ووفق بيانات إحصائية، مع التأكيد على أهمية زيادة مشاركة المعلمين والمعلمات وأعضاء هيئة التدريس في عملية التحول التعليمي، واعتماد التطوير والتحول التعليمي كعامل رئيس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
التوصيات نصّت أيضًا على: التحوّل نحو التعليم المبني على المهارات، والشهادات الاحترافية، لاكتساب المتعلمين المهارات الحياتية والمستقبلية، وتعزيز المواطنة العالمية لديهم، والاهتمام بالتخطيط المستقبلي للأزمات التي تواجه مؤسسات التعليم في مراحله المختلفة، ووضع آليات واستراتيجيات عمل، ودعم وتـعزيـز التشـريـعات وإجراءات أمـن الـمعلومـات والبيانات، وحقوق الملكية الفكرية، مع الاهتمام بالتربية المستدامة للحفاظ على الهوية الثقافية في ضوء التحديات المعاصرة، وتعزيز القيم المشتركة، والعيش المشترك، وتعزيز قيم التسامح.
وكان من بين هذه التوصيات، زيادة دعم القطاع الخاص للمشاركة في تحسين وتجويد التعليم، والاهتمام بالمشاركة المجتمعية، ومواصلة جهود المؤسسات التعليمية العام والعالي لتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، وتحقيق ابتكارات مميزة في مجال التعليم. كما دعا المؤتمر إلى تطوير وتحديث الخطط والمناهج الدراسية لتواكب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة واحتياجات القرن الحادي والعشرين. واتفق المشاركون على التوصية بأهمية التركيز على العلوم والرياضيات، والمهارات الرقمية واللغوية.
على صعيد التعليم السعودي، شملت التوصيات التأكيد على الأهمية القصوى لمتابعة برنامج تطوير الجامعات، والتحول نحو هياكل إدارية رشيقة، وتقليص البرامج والتخصصات النظرية التي لا تتوافق مع احتياجات سوق العمل، وإيجاد تشريعات تعليمية تدعم أخلاقيات التواصل عبر شبكة الإنترنت وأمن المعلومات.
وفي هذا البند، أوصى المؤتمر أيضًا بدعم التوجه الدولي نحو ميثاق أخلاقي لتطبيقات أنظمة الذكاء الاصطناعي في التعليم، واستثمار التقنيات الرقمية لتعزيز تعليم وتعلم ذوي الإعاقة، وتطوير استراتيجيات وأدلة للتعليم الإلكتروني، والتوسع في برامج تطوير مهنية للمعلمين في التعليم الإلكتروني، وتطوير البرامج الرقمية في التدريس والتدريب والتنمية المهنية، رقميًا، للمعلمين.
أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.
وجاء في ختام هذه التوصيات، ضرورة تعزيز الاهتمام بالتدريب على استخدام تطبيقات القياس والتقويم الإلكتروني، والعمل على تطوير تطبيقات وبرمجيات تتوافق وعملية القياس التربوي والتقويم، ودعم البحث والتطوير والابتكار في تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وبناء شراكات في الذكاء الاصطناعي، بين القطاعين العام والخاص، وذلك في مجال التعليم والبحث والتطوير والابتكار ودعم ريادة الأعمال، وتشجيع البحوث التطبيقية وإتاحتها، وربطها باحتياج القطاع الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز معايير الجودة في مؤسسات التعليم من المدارس والجامعات، بما يضمن كفاءة العملية التعليمية ومخرجاتها وفق المعايير والمؤشرات الدولية للقياس والتقويم.
وشهد المؤتمر، الإشادة بجهود التطوير في تعليم المملكة العربية السعودية، وتحولاتها لمنصات تعليمية الإلكترونية، من خلال منصة «مدرستي»، التي صنفت ضمن أفضل أربع منصات عالمية في التعليم الإلكتروني، وفيما توصلت إليه من سياسات وأنظمة تعليمة.
بحسب وزارة التعليم السعودية، فإن المؤتمر، إجمالًا، استعرض الفرص المتاحة لتطوير التعليم في المملكة، وتبادل الخبرات والتجارب التي تعكس الرغبة في التطوير والتنافسية العالمية، وتوفير فرص المشاركة المحلية والدولية في مجال التعليم والتعلم، والتعريف بمحفزات الاستثمار في التعليم وجذب فرصه المحلية والعالمية، والمساهمة في التغلب على التحديات التي تواجه التعليم السعودي، إلى جانب تقديم الحلول التي تسهم في رفع مستوى المؤسسات التعليمية ومخرجاتها.
URL:
https://www.al-fanarmedia.org/ar/2022/05/مؤتمر-بالسعودية-يوصي-بالتحول-نحو-التع/