أنت هنا

الأخبار

مع اليونسكو، يغير المعلمون اللبنانيون عقول المتعلمين من خلال الفنون

في الساعة 9 صباحًا، تبدأ ورشة العمل وتتخذ على الفور منعطفًا ممتعًا. يتجول الميسرون، فنانون لبنانيون، ويقوموا بتوزيع مستلزمات فنية تتراوح من أقلام التلوين وأوراق الرسم إلى الصحف القديمة وأدوات المسرح، مما يؤدي إلى ظهور مظاهر الإثارة والارتباك على وجوه المشاركين.

التعليم التحويلي من خلال الفنون. هذا هو موضوع ورشة العمل التي تهدف إلى تزويد المعلمين بالأدوات اللازمة لتسخير القوة التحويلية للفنون في ممارساتهم التعليمية اليومية عبر مواضيع مختلفة لمساعدة المتعلمين على الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة وغرس التغيير الإيجابي.

هناك مفهوم خاطئ مستمر حول الفنون، والتي غالبًا ما تعتبر مادة ثانوية مقارنة بالعلوم والفيزياء والرياضيات. ومع ذلك، فإن الفنون هي ركيزة التعليم. إن تعليم الثقافة والفنون لا يقل أهمية عن المواد العلمية، حيث يزود المتعلمين بمنصة للتعبير عن أنفسهم وتعريضهم لوجهات نظر جديدة وطرق جديدة لرؤية العالم. إنه يبني شخصيات المتعلمين ويخلق مواطنين نشطين يساهمون في بناء مجتمعات أكثر سلامًا وتسامحًا واستدامة وشمولية.

تم شحذ الأقلام الرصاص، وتم عمل تمارين الإحماء، وغاص المشاركون في العمل في ثلاث مجموعات، كل منها تتناول شكلاً من أشكال الفن، هم سرد القصص والسينما والمسرح، لاكتساب تقنيات ملموسة وعملية لتعليم مواضيعهم الخاصة من خلال الفنون.

"كانت ورشة العمل هذه ديناميكية وتفاعلية وغنية وممتعة، وبعيدًا عن ورش العمل والندوات التقليدية التي نشارك فيها عادةً. نحن وطلابنا نتعرض للفنون في حياتنا اليومية. لقد كان من المثير للاهتمام تعلم كيفية إدخال الفنون إلى قاعة الدراسة،" تقول ريما أبو شقرة، المعلمة في مدرسة نيحا العامة.

"أكثر ما أعجبني في هذه الورشة هو أنها عملية وتوفر لنا الأدوات التي يمكن تطبيقها في الفصل. أقدر حقًا حقيقة أن المدربين ربطوا المفاهيم الفنية المختلفة بالتطبيقات العملية،" تقول مايا عَشي، معلمة اللغة العربية في مدرسة رفيق الحريري الثانوية، "الفن ليس رفاهية. إنه بالأحرى حاجة أساسية. نحن البشر نمثل توازن بين الأفكار والعواطف، وبين العقل والروح. يجب أن يعالج التعليم كل هذه الأمور معًا."

عندما تم تقسيمنا إلى مجموعات، اخترت القصص المصورة (الكاريكاتير). لقد أصبت بالذعر. أنا معلمة علوم. كيف أستخدم الكاريكاتير في العلوم؟ " تقول باتريسيا عازار، معلمة الأحياء في المدرسة الدولية - الكورة، "بعد ذلك، خلال ورشة العمل، أدركت أن كل ما أفعله في العلوم هو فن: الرسوم البيانية، والرسومات المعملية. منحتني هذه الورشة أدوات ممتعة وإبداعية لاستخدامها في الفصل. يجب أن يكون الفصل الدراسي مكانًا آمنًا ومبدعًا وممتعًا للتعلم، لا سيما في مجال العلوم ".

أنا مدرس مسرح، لكنني أيضًا جزء من منظمة غير حكومية يقودها الشباب. أعمل حاليًا على مشروع للوقاية من المخدرات من خلال الفنون للشباب. لقد أعطتني المشاركة في هذه الورشة الكثير من الأفكار الإبداعية والفنية حول كيفية تنفيذ هذا المشروع،" يقول علي عمر علي، مدرس الفنون في مدرسة ليسيه الدكتور حسن صعب.

ويضيف روي أسعد، مدرس اللغة العربية والعلوم الاجتماعية في مدرسة الآباء المخيتاريين – الروضة، "في لبنان، تحظى العلوم والرياضيات والفيزياء بأهمية أكبر من الأشياء التي نعيش من أجلها: الفنون والثقافة والحب ... هناك العديد من الطرق للاستفادة من الفنون في المواد العلمية وفي العلوم الإنسانية."

مع الأسف، على الرغم من الاهتمام المتزايد بالإبداع، إلا أن استخدام الفنون لا يزال غير منتشر على نطاق واسع كما ينبغي. لهذا السبب، نظم مكتب اليونسكو الإقليمي متعدد القطاعات للدول العربية في بيروت واللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو ورشة العمل هذه بدعوة معلمين من خلفيات مختلفة - فنية وغير فنية.

نريد التأكد من أنه حتى لو لم يتمكن المتعلمون من حضور دروس الفنون، يمكنهم الاستفادة من قوة الفنون في مواضيع أخرى، مثل العلوم والجغرافيا والرياضيات وما إلى ذلك. بالفعل، تعد الفنون أداة قوية للغاية للمناقشة حول الموضوعات الصعبة، وتحفيز التفكير النقدي، وتشكيل مواطنين عالميين مهتمين بالإنسانية وبالكوكب.

السيدة كوستانزا فارينامدير مكتب اليونسكو الإقليمي متعدد القطاعات للدول العربية

نحن في وسط سباق بين فريقين متخاصمين: الأول هو التعليم والثقافة والفنون. والثاني: التحديات والكوارث. نحن نعمل على ضمان فوز الفريق الأول.

السيدة هبة نشابيأمين عام اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو