أمّا رئيس الجامعة الاميركية في بيروت، د. فضلو خوري، فاعتبر أنّ لبنان كثيراً ما يقال إنه ينهض أقوى وأفضل بعد كل كارثة وعلى مر السنين، مثل طائر الفينيق في الأساطير اليونانية. وأضاف: "إن العمل العظيم الذي تقومون به لإنقاذ تراث لبنان لا يخلد ذكرى تاريخه فحسب، بل يبني أيضًا الأمل الذي تشتد الحاجة إليه داخل هذا البلد ويذكرنا بأن الصمود والاستمرارية ممكنان بعد كل شيء. تعمل إعادة الإعمار الحضري والمعماري بعد الكوارث على تطوير مدن قادرة على الصمود، يتم تمكينها من خلال دروس الماضي لإعادة ابتكار نفسها من أجل مستقبل أفضل. مباشرة بعد الانفجار المأساوي في بيروت، سارعت اليونسكو لتقييم الأضرار وبدأت عملية الإنقاذ في أجزاء مختلفة من بيروت. أصبحت ثمار هذه الأعمال واضحة بشكل متزايد اليوم. نشكركم على إعطاء الأولوية للجامعات في مبادرتكم ونشكر مؤسسة التعليم فوق الجميع، والتي كما تصف نفسها بحق، "عامل تمكين للتنمية البشرية". دعمت اليونسكو ، بصفتها صديقة قديمة للجامعة الأميركية في بيروت، المبادرات الثقافية لهذه الجامعة، وتكريم أعضاء هيئة التدريس المتميزين فيها، وشاركتها في تعليم الشباب وتنميتهم على مدى عقود. لقد شهدت عن كثب الأهمية التاريخية للمباني التي تنقذها اليوم في هذا الحرم الجامعي، تلك التي تمثل أكثر من 150 عامًا من تاريخ شعوب هذه المنطقة. كانت هذه المباني مساحة ليبرالية حيث حصل أكثر من 70.000 خريج في جميع أنحاء العالم على تعليمهم، وتفاعلوا في الحرم الجامعي وخلقوا ذكريات مدى الحياة. كما أنها المكان الذي ظهر فيه الكثير من الفكر العربي وتشكّل التاريخ الإقليمي. إن إعادة الإعمار من خلال مبادرة "لبيروت" ستعزز هذه البنى المميزة في الجامعة الأميركية في بيروت ».
من جهته، عبّر رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت، الأب سليم دكّاش، عن مشاعر الشكر والامتنان لليونسكو ومبادرة "لبيروت" التي سارعت لمساعدة بيروت على النهوض من كبوتـها وساندت جامعة القديس يوسف. وتابع قائلاً: "نحن نطلق النداء باتّجاه منظّمة اليونسكو اليوم للمساعدة على الأقلّ المعنويّة والماديّة على ثلاثة مستويات. الأوّل هو المساعدة في تثبيت شبيبتنا في أرضهم ووطنهم بحيث يستمرّون بالثقة في مؤسّساتهم الجامعيّة والتعليم العالي بشكل خاصّ. فهذه المؤسّسات يجب أن تبقى قويّة ليشعر التلامذة في المدارس أنّ الجامعة في لبنان ستبقى منيعة وثابتة ورائدة في رسالتها التربويّة الأكاديميّة في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع. الثاني إقناع بعض الجامعات خصوصًا في أوروبا بالتوقّف عن قنص طلابنا بحيث يغرونهم بالمال والعتاد وبالتالي يعملون على إفراغ هذا الوطن من مقوّمات استمرار مؤسّساتنا في تأدية رسالتها. وثالثًا إنّ الحاجة هي ماسّة على مستوانا على الأقلّ لدعم كل ما هو في باب المعلوماتيّة من الأجهزة والبرامج والصحائف والكتب والمجلاّت الإلكترونيّة وهذا يشكّل على الأقل أربعين في المئة من موازنة المشتريات السنويّة اليوم في الجامعة نظرًا إلى ضرورة تأمينها للطلاّب والأساتذة والباحثين. عندما ننادي منظّمة الأونيسكو فإنّما نعتبرها الحاضنة للثقافة والعلوم والتربية، ومن هي الأدوات التي تؤمّن العلم والتربية والثقافة وعلى الكفاءات والمهارات سوى مؤسّسات التعليم العالي التي تعرّف عن نفسها قولاً وفعلاً بأنّها صاحبة رسالة وطنيّة ومن دون ربح وتوزيع الأرباح."
دمّر انفجار مرفأ بيروت أكثر من 200 مدرسة و 32 جامعة و 20 مركزًا للتعليم والتدريب التقني والمهني، مما أدى إلى تقليص أو استبعاد الوصول إلى التعليم لأكثر من 85000 طفل وشاب.
"لبيروت" مبادرة دولية أطلقتها المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي من بيروت في أعقاب تفجيري المرفأ، في 27 آب 2020، لدعم إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية التاريخية والمتاحف والمعارض والصناعة الإبداعية، والتي تعرّضت جميعها لأضرار جسيمة.
للمزيد عن مبادرة اليونسكو "لبيروت":
https://ar.unesco.org/fieldoffice/beirut/libeirut
مؤسسة التعليم فوق الجميع
أطلقت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر "مؤسسة التعليم فوق الجميع" عام 2012، من أجل توفير فرص حياة جديدة وأمل حقيقي للفقراء والمهمّشين من الأطفال والشباب والنساء، لا سيما في المناطق التي تعيش في ظروف صعبة مثل حالات الحروب والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية.
تنطلق من إيمان راسخ بأن التعليم هو أفضل سبيل للخروج من وطأة الفقر، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتأسيس مجتمعات تنعم بالعدل والسلم، فضلاً عن كونه حقٌ أصيل لجميع الأطفال وأحد أهم الركائز الأساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) التي وضعتها الأمم المتحدة.
لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة موقع educationaboveall.org
تنتشر أنشطة مؤسسة "التعليم فوق الجميع" في مختلف أنحاء العالم عبر أربعة برامج هي: علِّم طفلا (EAC)، والفاخورة، وأيادي الخير نحو آسيا (روتا)، وحماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن (PEIC)، بالإضافة إلى مجهودها في توفير إمكانية وصول الأطفال في شتى أنحاء العالم إلى التعليم النوعيّ، فإن مؤسسة "التعليم فوق الجميع" تدعو لحماية الحق في التعليم الشامل والجيّد للجميع.
برنامج علِّم طفلاً (EAC)
يهدف برنامج "علِّم طفلاً"، أحد البرامج العالمية التابعة لمؤسسة التعليم فوق الجميع، إلى إحداث تغييرات جذرية وملموسة في حياة الأطفال الذين حالت الظروف دون التحاقهم بالتعليم الابتدائي، حيث تستمر رحلة البرنامج لتمنح بارقة أمل لملايين الأطفال غير الملتحقين بالمدارس والأكثر تهميشًا حول العالم.
عبر شراكات استراتيجية وحلول مبتكرة، يواصل البرنامج مساعدة ملايين الأطفال حول العالم في إزالة المعوقات التي تعرقل وصولهم إلى التعليم، حيث يلعب برنامج "علِّم طفلاً" دوراً مهماً في تحسين جودة التعليم الابتدائي ودعم الأطفال غير الملتحقين بالمدارس سعياً إلى تحقيق نتائج متميزة على مستوى الفرد والمجتمع، تعود بالنفع على الأطفال بالدرجة الأولى ومجتمعاتهم، وترسي دعائم لعالم أكثر استدامة.