يستتبع الحوار الثقافي في لبنان، تعبئة الهويات الطائفيّة، ويمتدّ دائماً ويروح يفتّش عن أسانيد لمذاهبة في الأصل وفي اللغة وفي الثقافة، وفي الأحداث الماضية، أي في جوانب ممتدّة من التاريخ. وما تحاوله هذه الدراسة، هو أوّلاً، معرفة بداية تشكّل مادة التاريخ، مادة مستقلّة في المناهج العاملة على امتداد المناطق "اللبنانيّة"، وفي مختلف أنواعها من رسميّة عثمانيّة، أو مدارس أهليّة، إرساليّة أو محليّة. وارتباط هذه المناهج، من ناحية، بأهداف الإرساليّات الأجنبية العاملة، وبصراعها المحموم فيما بينها. ومن ناحية ثانية، ارتباطها بالتوازنات السياسيّة على المستوى المحلّي، أو العثماني الممتد. وتحاول هذه الدراسة ثانياً، رصد مكانة واتجاه مادّة "التاريخ" في مناهج التعليم ما بعد ولادة لبنان الكبير العام 1920، وقراءة محاولات تغييرها أو تعديلها.