في يوم 19 يونيو/حزيران 2017، اشترك "مركز آسيا والمحيط الهادي للتربية من أجل التفاهم الدولي" مع البعثة الدائمة لكلٍّ من جمهورية كوريا وقطر و"الاتحاد العالمي لرابطة الأمم المتحدة" لدى الأمم المتحدة،في تنظيم حلقة الأمم المتحدة الدراسية حول التربية على المواطنة العالمية، وذلك في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. تحت شعار "دور التربية على المواطنة العالمية في جدول أعمال 2030 وما بعده"، ركز المنتدى على الإجابة عن السؤال عن كيف يمكن "التربية على المواطنة العالمية"(هدف التنمية المستدامة 4.7) أن تسهم في قيم ورؤى الأمم المتحدة. المناقشات الدورية السنوية التي بدأت في العام 2015، تناولت أيضًا في 2017 أفضل الممارسات التي تسهم في تحقيق هذا الهدف المرتبط بالتربية على المواطنة العالمية.
مندوب جمهورية كوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، السيد تْشو تايْ- يول، أكد على أهمية "التربية على المواطنة العالمية"بالنسبة إلى التحديات الكونية المشتركة التي تواجه الإنسانية، وعلى دورها في تحقيق رسالة الأمم المتحدة:“التربية على المواطنة العالمية تثقّف الناس على أن يصبحوا مواطنين عالميين ناشطين ومسؤولين...من أجل تشارك وتحقيق القيم والرؤى الكونية التي تُعليها الأمم المتحدة". وذكر السفير تشو أيضًا أن هذه التربية تسهم في الأمم المتحدة بما هو أبعد من إدخالها في أهداف التنمية المستدامة من حيث أنها تخدم بوصفها..."عنصرًا مهمًا في مقاربة الأمم المتحدة الشمولية، وتقوية الأواصر بين السلام والأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان".
وذكر في السياق نفسه تأسيس "مجموعة أصدقاء التربية على المواطنة العالمية"، وذلك انسجامًا مع تنسيق التحرك اللازم في الأمم المتحدة. تتشارك رئاسة المجموعة جمهورية كوريا وقطر. وقد عُقد الاجتماع الافتتاحي يوم 1 يونيو/حزيران الماضي بحضور 60 مندوبًا من 35 بلدًا من البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة، فضلًا عن دائرة الإعلام العام في الأمم المتحدة، واليونسكو، و"تحالف الحضارات في الأمم المتحدة". في رده، عبّر نائب الممثل الدائم لدولة قطر، السفيرعبد الرحمن يعقوب الحمادي، عن اعتزازهم بالمشاركة في رئاسة المجموعة التي ستعمل عمل منصةً للدول الأعضاء وأصحاب المصلحة الأساسيين لمناقشة تحديات وفرص رعاية "التربية على المواطنة العالمية". وشددالسفير الحمدي أيضًا على الجهود المختلفة التي بذلتها قطر لرعاية “التربية على المواطنة العالمية”بما في ذلك من خلال دعمها الحوار ما بين الثقافات وتنظيمها يشكل مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)تحت شعار "بين التعايش والإبداع: نتعلم كيف نحيا ونعمل معًا." سينعقد المؤتمر في الدوحة، 14 – 16/11/2017.
في ملاحظاته الافتتاحية، شرح مدير "مركزآسياوالمحيطالهاديللتربيةمنأجلالتفاهمالدولي"، السيد أُوتاك تْشونْغ، أن تطبيق "التربية على المواطنة العالمية" أمر مهم للغاية في سياق الجهود لمنع التطرف العنيف. وذكر التزام المركز التام تطبيق هذه التربية كما يتضح في جهوده المختلفة كمثل منتدى الأمم المتحدة السنوي، وبناء قدرات المعلمين، وإنشاء المناهج وإرشادات السياسات، وافتتاح المنصات ومنها على سبيل المثال، "المؤتمر الدولي" "الشبكة العالمية" لتبادل الأفكار وتطوير الاستراتيجياتحول التربية على المواطنة العالمية.
في ملاحظة مماثلة، سلّط الأمين العام للاتحادالعالميلرابطةالأممالمتحدة، السيد بونيان غولْموحمادي، الضوء على عمل الاتحاد نحو هدف تمكين الشباب من أن يصبحوا مواطنين عالميين يسهمون وينخرطون في عمل الأمم المتحدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
في رسالة فيديو خاصة، أوضحت المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا، أن دمج “التربية على المواطنة العالمية”في أهداف التنمية المستدامة هو بمثابة إقرار بدورها في دعم التربية التي تلبي حاجات وتحديات القرن ال 21 بناءً على: "...اقتناعها بأن (هذه التربية) أساسية في تمكين المتعلمين بالمهارات والقيم التي يحتاجون إليها من أجل إن يكونوا عوامل تغيير إيجابي." إلى ذلك، فقد سجلتإدراكها الدور القيادي الذي يؤديه "مركزآسياوالمحيطالهاديللتربيةمنأجلالتفاهمالدولي" في رعاية "التربية على المواطنة العالمية"من خلال عمله الوثيق في اليونسكو نحو برمجة أقوى وأكثر فاعلية.
في الكلمة الرئيسة التي ألقاها المستشار الخاص لرئيس جمهورية كوريا لشؤون التوحيد والأمن الوطني والأستاذ في جامعة يونْساي، رسم السيد موون تْشونْغ-إن خلفية "التربية على المواطنة العالمية" في كوريا واستعاد كيف أن هذه التربية قامت في السياق الكوري على الرغم من تحديات كثيرة. فالذاكرة التاريخية للفقر والتنمية السريعة أديا بالمجتمع الكوري بناء ثقافة معينة تتضمن مواقف منها التعاطف المتدني والنزعة القومية العالية، وكلاهما يشكلان عائقًا كبيرًا أمام التربية على المواطنة العالمية. لذلك، أكد المستشارعلى أهمية أخذ التاريخ والثقافة في الاعتبار، كما يشير التشديد في كتب النصوص التي طورها اتحادضم مكاتب التربية المختلفة في محافظات جمهورية كوريا.
اشتملت حلقة النقاش على عروض من ممارسين في التربية على المواطنة العالمية، منهم مديرة "الدائرة الفنية – التربية فوق كل شيء"، في مؤسسة "عَلِّم طفلًا"، السيدة كارين بْراينر، ومسؤولة الارتباط في مكتب اليونسكو في نيويورك، السيدة لِيلي غراي، والأستاذ في جامعة سيول الوطنية هان كْيونغ-كوو، والاستاذة وعضو "فريق عمل معلمي أهداف التعليم العالمي" السيدة ماريكه هاشمير، والسيدة تيريزا رايْديْنغز من "مجموعة الطلاب" في برنامج التربية العالمية في جامعة ليْهاي.
ناقش المنتدون أنشطتهم حول "التربية على المواطنة العالمية"والآفاق التي يطبقون في تنفيذها. وقد شددوا على دور المعلمين من ناحية أن عليهم، أولًا، أن يصبحوا مواطنين عالميين وأن يجري تزويدهم بالموارد وتطوير إمكاناتهم. وينبغي تزويد التلاميذ بفرص في مجال هذه التربية بما يتجاوز التعليم النظامي وإلا فإن حلقة التهميش ستستمر. كذلك، فإن رسالة التكاملية ما بين المواطنة الوطنية والمواطنة العالمية كانت موضوعًا مهمًا في النقاش. وقد عبر عن ذلك السيد هان كيونغ-كوو قائلًا: "أنا أعتقد أن الوطني الجيد يمكن أن يكون، بل يجب أن يكون مواطنًا عالميًا جيدا. المواطنة الوطنية ليست حَدَثًا بل هي سيرورة، وكذلك هي المواطنة العالمية".
فيملاحظاتهالختامية، شدد نائب المندوب الكوري لدى الأمم المتحدة، السفير هانْ تْشونغْهي، على قيمة "التربية على المواطنة العالمية" في ما هو أبعد من الهدف 4.7، من حيث أنها تحقق الهدف الأساسي الذي هو بناء السلام عبر الأمم المتحدة، فقال: "لا أظن أن "التربية على المواطنة العالمية"هي مجرد هدف فرعي...بل إنها بالأحرى هدفنا الجامع والهدف النهائي لجميع أهداف التنمية المستدامة، وحتى لكل عملية الأمم المتحدة. هذا تعهدٌ مشترك، وسيكون المسؤولية الجليلة لجيلنا تجاه أطفال جيلنا التالي".
الرابط المناسب:
الموقع:
http://apceiu.org/board/bbs/board.php?bo_table=m31&wr_id=619