تؤصل هذه الدراسة لمفهومي المجتمع المدني والدولة المدنية, كما تتناول بالبحث والتحليل المجتمع المدني والدولة المدنية من حيث: الوصف والهدف والسيرورة التاريخية, وطبيعة المجتمع المدني, وكذلك تطابق مقومات الدولة المدنية مع الديمقراطية. حيث يكتسب الحديث عن المجتمع المدني والدولة المدنية الديمقراطية, بما يتضمن من دراسات ونقاشات وطروحات, أهمية قصوى في بلداننا العربية, بالإضافة لسعيها إلى توضيح دور المجتمع المدني في بناء الدولة المدنية الديمقراطية. وقد استخدم الباحث منهج تحليل النظم لتبيان العلاقة بين فعالية المجتمع المدني وبناء الدولة المدنية الديمقراطية, وبعد جمع البيانات حول قضايا الدراسة وتحليلها وربطها وتفسيرها, فقد وضّحت الدراسة الصلة بين المجتمع المدني والدولة المدنية والديمقراطية, كون هذه الثلاث تمثل أهم قنوات المشاركة الشعبية, إضافة إلى أن فعالية المجتمع المدني تزيد من فرص المشاركة السياسية، وتدعم قيم الديمقراطية، وترسخ قيم المواطنة، وسيادة القانون، وهي المكونات الرئيسة للدولة المدنية. كما بينت النتائج وجود علاقة ايجابية وثيقة، وقوية، وهامة بين مقومات نشأة المجتمع المدني الفاعل، وبين قيام الدولة المدنية الديمقراطية، وإن المجتمع المدني بمؤسساته، وتنظيماته، وقدرته على التنسيق، والتنظيم الاجتماعي، يزيد من حضور، وقوة الدولة، وقوة سلطات مؤسساتها الفاعلة, ويحد من تغوُّل سلطاتها نحو الأفراد، لتصبح دولة مدنية ديمقراطية, وإن الإرادة الذاتية، والجماعية، وتهيئة الجماهير، وتوعيتهم بأهمية التحديث، والتنمية، والتطوير من جهة, وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني من جهةٍ أخرى، يؤدي حتما إلى ترقية الدولة إلى دولة مدنية ديمقراطية. ومن أهم توصيات الدراسة ضرورة السير نحو التحرر من المفهوم الكلاسيكي الحديث للدولة كمركز أحادي، ووحيد التنظيم، والتنسيق الاجتماعي لصالح منظمات المجتمع المدني. كلمات مفتاحية: المجتمع المدني، الدولة المدنية، الديمقراطية.