تناقش هذه الورقة البحثية موضوع التربية على المواطنة من خلال الأدوار التي تقوم بها الأنظمة التعليمية والتربوية في العالم العربي، وسيركز موضوعنا على فكرة تثمين وتعزيز إدماج ثقافة المواطنة في الحقل التعليمي وترسيخها خاصة وأنها أصبحت مطلب من مطالب الديمقراطية التي تحاول الدول العربية الانخراط فيها، وفي ظل التحديات التي يفرضها النظام العالمي الجديد، وهي محاولة تستخدم على صعيد المناهج التعليمية للاستجابة للمتطلبات الاجتماعية والقيم الثقافية وطموحات المواطنين، وذلك من خلال ترسيخ ثقافة المواطنة عبر التربية الشاملة، مع تأطير كل ذلك داخل الفضاء الثقافي المجتمعي والذي يطلق عليه تسمية المدرسة، لكن لكي يتحقق ذلك لابد من اعتماد المدرسة في الدول العربية على فلسفة تربوية تقوم على برامج ومناهج حية تستهدف ترسيخ أخلاقيات وسلوكيات المواطنة الحقة، والتي تظهر أثارها الإيجابية في حياة أفراد المجتمع، ونسعى هنا إلى تبيان العلاقة بين فكرة التربية على المواطنة باستخدام مناهج تتماشى ومسارات التطور العلمي للارتقاء بإنسانية المواطن المتعلم، فهل فعلا أسهمت المناهج التعليمية في البلدان العربية من تحقيق التربية على المواطنة