في هذا المقال طرحنا على بساط البحث ظاهرة الأمّية الأكاديميّة، وهي ظاهرة سوسيولوجيّة ومعرفيّة شديدة الخطورة والحساسيّة، إذ قد يعدّها بعضهم ضربا من الاستفزاز لنخبة المجتمع، وقد يرى فيها آخرون تناقضا يجمع بين التبخيس (أمّيّة) والتّمجيد (أكاديمي). وهي إلى ذلك تمثّل تهديدا وجوديّا للمستقبل العربي برمّته. وقد توخّينا التدرّج في تفكيك الظّاهرة، فانطلقنا من العام إلى الخاصّ، أي من الأمية الأبجديّة، فالأمّيّة الثقافيّة، وصولا إلى الأميّة الأكاديميّة. وانشدّ اهتمامنا إلى تعريف الظّاهرة والتماس عواملها ومعاييرها وتجلّياتها من خلال منهج تحليليّ نقديّ، وعبر استدعاء مواقف وشهادات لمفكّرين عرب كثيرين رفعوا الصّوت محذّرين من الظاهرة وتداعياتها.