تناولت هذه المقالة مرحلة الطفولة كمرحلة عمرية تشكل النواة الأساسية لهوية رجل الغد، مع التركيز على أهمية ضمان النمو المتوازن للأطفال والحفاظ على هويتهم الثقافية والاجتماعية في ظل العولمة والتطور التكنولوجي. وانطلاقا من أن وسائط ثقافة العولمة كتكنولوجيا الإعلام والاتصال تلعب دورا كبيرا في بناء ثقافة الطفل في أبعادها الحسية الحركية والمهاراتية والقيمية، فقد بيّنت المقالة ضرورة القيام بتحليل مضمون هذه الثقافة الإعلامية المحمولة عبر التلفزيون والفيديو والألعاب الإلكترونية، أو عبر الإنترنت، وذلك لتبيان مرجعياتها وتحليل آليات اشتغالها. كما تمّ عرض آليات التنميط والتذويب في الثقافة الإعلامية والإلكترونية على مستوى: الإعلام المرئي، والوسائط الإلكترونية الموجّهة للطفل، ومواد التسلية. وقد تمّ التطرق إلى السلبيات الناتجة عن استعمالات غير متوازنة للثقافة الإلكترونية مثل: الأضرار البدنية المحتملة، شحن الأطفال بسلوك عدواني، خلل في النظام القيمي والأخلاقي. وقد خلصت المقالة إلى ضرورة أن تصبح مسألة تحصين الطفولة من بعض مزالق الثقافة الإلكترونية للعولمة أولوية ضمن الاستراتيجيات التربوية الشاملة، مع التركيز على دور الأبوين والمتخصصين ومنتجي ثقافة الطفل الوطنية في حماية الطفل من مخاطر العولمة.