تعد مشكلة التأخر الدراسي من المشكلات الشائعة في الوسط المدرسي والأكثر تناولا من طرف الباحثين والمختصين لم لها من تأثير سلبي على الجانب النفسي للتلميذ، فهي تعرقل تقدمه الدراسي ونموه المعرفي على اعتبار أن هذه المرحلة هي مرحلة نمو متعدد الجوانب فهو جسدي نفسي، ووجداني ومعرفي. كما تساهم في إهدار الموارد المالية المخصصة للتربية وبناء عليه فتداعيات الظاهرة تمتد إلى الأسرة والمجتمع ككل. والمتأخرون دراسيا عادة ما يتميزون بمستوى ذكاء عادي وبصحة جسدية مقبولة، غير أن مستوى تحصيلهم أقل من مستواهم الحقيقي أو من مستوى أقرانهم من نفس السن، وقد أطلقت عليهم عدة تسميات مثل بطيئي التعلم، المتخلفون دراسيا ....الخ. وظاهرة التأخر الدراسي قد تكون عامة في جميع المواد الدراسية أو خاصة بمادة معينة، وحسب المختصين والمسؤولين تسجل أعلى نسب التأخر الدراسي في مادة الرياضيات وذلك في جميع المستويات الدراسية.
وفي هذه الدراسة تم التركيز على استراتيجية التعلم التعاوني للتحقق من فعاليتها في زيادة تحصيل التلاميذ في مادة الرياضيات وتحسين ميولهم اتجاهها، والدافع من اختيار مادة الرياضيات هو نسب الرسوب المرتفعة في المادة، وكذلك أهميتها بالنسبة لتعلم باقي المواد الأخرى العلمية.